إنعقد لقاء بين وزير النفط والغاز بحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في طرابلس، محمد عون، أمس الأثنين برئيس المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة لبحث آليات المحافظة على الإنتاج وزيادته وضمان سلامة العاملين وتنفيذ المشاريع وزيادة الطاقة التكريرية، وإنجاز المشاريع بأقصى سرعة إلى جانب تشجيع بعض الشركات للعودة لتطوير القطع الإستكشافية والإكتشافات التي تحصلت عليها، وزيادة إنتاج الغاز لتغذية محطات الكهرباء وبرامج التدريب والتطوير.
يأتي هذا اللقاء بعدما أعلنت روسيا على لسان وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، ترحيبها بإعادة إنتاج وتصدير النفط وتعيين فرحات بن قدارة رئيساً للمؤسسة الوطنية للنفط خلفاً لمصطفى صنع الله، الأمر الذي سيُبعد قطاع النفط الليبي عن التجاذبات السياسية القائمة بين الأطراف الليبية.
هذا كما أكد الجانب الروسي عزمه لتقديم الدعم اللازم للمؤسسة الوطنية للنفط للنهوض بقطاع النفط الليبي بعد ركود دام طويلاً، وهو ما سيُساهم في الدفع بعجلة الإقتصاد الليبي في المقام الأول ويحسن الحياة المعيشية لأبناء الشعب الليبي ويحق لهم أكبر قدر من الإستفادة من خيرات بلادهم.
تصريحات لافروف وإجتماع وزير النفط والغاز مع رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، كشف مدى الأكاذيب التي سعى الغرب لترويجها على أن روسيا تعمل على إدامة الفوضى والفساد في البلاد، وهو ما لا يتوافق مع الواقع تماماً، بل كشف الغرب عن وجهه عندما فشلت الولايات المتحدة الأمريكية في تمرير مقترحها لفرض وصايتها على عائدات النفط الليبي بالتعاون مع رئيس المؤسسة الوكنية للنفط المُقال، مصطفى صنع الله.
حيث أكدت الأنباء عن خروج عدد من شركات النفط الأجنبية، وعلى رأسهم شركة هاليبرتون الأمريكية للبترول، وشركة وينترشال الالمانية، من السوق الليبية، تعبيراً عن رفض الجانب الغربي لإقالة صنع الله، الذي كان يخدم مصالحهم ويحقق أجنداتهم، من منصبه.
الخبير الإستراتيجي والمحلل السياسي، محمد الفيتوري، يرى أن تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ودعمه لفكرة إبعاد المؤسسة الوطنية للنفط عن التجاذبات السياسية، دليل قاطع على أن روسيا تبذل قصارى جهدها لضمان تحقيق مطالب الشعب الليبي في توفير حياة كريمة طيبة خالية من جميع أشكال الفوضى والفساد، على عكس باقي الدول التي ساهمت بشكل كبير في تأجيج الصراع الداخلي في ليبيا عن طريق تقديم الدعم للأطراف المُتحاربة.
الواقع الذي نراه اليوم يؤكد أن دول الغرب لا تريد لليبيا النهوض وتعمل على عرقلة أي خطوة تتم قد تدفع بإقتصاد البلاد إلى الأمام، وتثلقي باللوم على غيرها وتخلق الخلافات بين الأطراف الداخلية في ليبيا فقط من أجل إدامة الأزمة وقلب حياة الشعب الليبي إلى جحيم.