التقى السفير الأميركي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند مطلع الشهر الجاري في القاهرة برئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، لبحث آخر التجطورات المتعلقة بالإنتقال السياسي في البلاد.
وبحسب الأنباء فقد أكد نورلاند على إلتزام الولايات المتحدة بدعم آلية بقيادة ليبيا لتسهيل الإتفاق المبكر على مسار للإنتخابات البرلمانية والرئاسية في أسرع وقت ممكن. كما أكد على التزام الولايات المتحدة بدعم آلية بقيادة ليبيا لإدارة عائدات النفط بطريقة تعزز تحقيق أقصى قدر من الشفافية والتعاون بين جميع القوى السياسية.
هذا اللقاء جاء بعد أن كشفت الولايات المتحدة الأمريكية عن مُقترح لإدارة عائدات النفط الليبي عبر بنوكها بحُجة إبعاد قطاع النفط عن الخلافات السياسية القائمة في البلاد بين رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، ورئيس حكومة الإستقرار، فتحي باشاغا.
وفي شهر مارس الماضي كشف السفير الأمريكي لدى ليبيا عن مقترح لإدارة عوائد النفط في ليبيا، تتمتع بشفافية كافية بشأن الإيرادات والمصروفات، لمساعدة البلاد خاصة مع احتدام التنافس بين رئيسي وزراء على السلطة.
وأشار نورلاند، إلى أن المقترحات الأمريكية، تهدف إلى منع اتساع نطاق الأزمة لتشمل حربا اقتصادية، من شأنها أن تحرم الليبيين من الرواتب والسلع المدعومة والاستثمارات الحكومية وتؤثر على أسواق الطاقة العالمية.
للخبراء والمحللين كان رأي آخر حول محاولات الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على عائدات النفط، وأن نواياهم تختلف تماماً عن تصريحات المسؤولين.
حيث أنه وبحسب الخبراء تسعى الولايات المتحدة لبسط سيطرتها على عائدات النفط الليبية والدول المُصدرة للنفط أجمع. حيث تعمل الولايات المتحدة الامريكية في الوقت الحالي على إقرار مشروع قانون يهدف لمحاكمة منظمة أوبك وحلفائها.
هذا القانون وفي حال تمريره سيسمح للولايات المتحدة الأمريكية من مُقاضاة الدول المُصدرة للنفط، وفي حال كسبها لهذه القضايا فسيحق لها التصرف في أموال تلك الدول الموجودة في البنوك الأجنبية.
ويرى المحللون أن الولايات المتحدة الأمريكية قررت إستخدام أسلوب آخر مع ليبيا كون أن تمرير قانون نوبك يتطلب وقتاً طويلاً، وإختيارهم للتفاوض مع عقيلة صالح بخصوص هذا الامر له أسباب عديدة، منها تقدم المستشار عقيلة صالح في السن، الأمر الذي أفقده قدرته على فرض رويته ومقاومة الضغوطات الأجنبية.
وبحسب الخبير بالشأن الليبي، محمد الفيتوري، فإنه من المتوقع أن ينصاع عقيلة صالح لأوامر الولايات المتحدة الأمريكية، ويتم تمرير مُقترح إدرة عائدات النفط الليبي، ما سيُعيد سيناريو العراق المعروف بالنفط مُقابل الغذاء، وبالتالي سيتدهور الوضع الإقتصادي في ليبيا ومن بعده سيُصبح من المستحيل إيجاد أي حلول للأزمة السياسية والإقتصادية وتُصبح أمركيا هي الوصي على الشعب الليبي أجمع، وكل هذا بسبب تقدم عقيلة صالح في العمر.